قصة المخطوطة

النسخة الخطية
والـرقـــــمــــية

img 1

النسخة الخطية:

منذ بداية التوجه لهذا المشروع الكبـــــير، انبثقت فكرة عمل مخطوطة أصلية للقرآن الكريم، بمميزات وخصائص تجعلها أكثر تيسيراً، وتمنحها قبولاً واسعاً وتلبي حاجة قارئ القرآن الكريم، مع المحافظة على أصول كتابة المصحف بالرسم العثماني والقواعد المتبعة في ذلك.

واكتنف ذلك أفكار وأطروحات ومشاورات حتى وصلت الفكرة إلى نضجها واكتمالها … وخلال عدة سنوات تم البحث عن نماذج خطية، واللقاء بعشرات الخطاطين، والسفر للتعرف عليهم، واستكتابهم في نماذج من صفحات المصحف، إلا أن السائد على هذه النماذج وعلى أكثر الخطاطين الالتزام بطريقة كتابة حروف النسخ على أصوله الخطية، وصعوبة تطوير بعض الحروف لتتناسب مع منهجية كتابة المصحف، وتوضيح الحروف، وتيسيرها للضبط.

وحينما قدم الخطاط الكبير/ الشيخ د. عثمان طه للمدينة المنورة عام 1408هـ، توطدت معه العلاقة، وتم تبادل الأفكار والرؤى حول هذه الفكرة، وحول صنع خط نسخي خاص بالمصحف.

وبعد قناعة بتميز وتفرد الخطاط/ عثمان طه، تم البدء بعرض معالم كتابة المخطوطة، وتوضيح منهج وطريقة الكتابة المطلوبة وتداولها معه.

وبدأ العمل على الوثائق الأولى، وإبداء الملحوظات والمقترحات.

حيث بدأ الخطاط عثمان طه بتأسيس المصحف، وفق منهجية مبتكرة، والعمل عليه بتأنٍّ وإتقان وإبداع، مع المتابعة والمراجعة والتدقيق المستمر.

وبعد عدة سنوات من العمل الاحترافي الدؤوب، والجهد الكبير، والإبداع الفني، والمراجعات والتدقيقات العلمية والفنية اكتمل المصحف الشريف، وتم امتلاك مخطوطة فريدة من المصحف الشريف بالرسم العثماني بخط / عثمان طه، بكتابة مميزة تراعي جميع مستويات القراء، ليعم نفعه مطبوعاً، ومنشوراً، ومبرمجاً، ومصوراً، ومترجماً، وبأحجام مختلفة تلبي الاحتياج بجودة حبر وورق وغلاف تتحمل طبيعة الاستخدام، وتطيل عمر المطبوع بما يزيد أجر الداعم، والناشر، والساعي، والقارئ.

أهمية النسخة الأصلية من المصحف لأي مشروع قرآني؟

 

مما لا شك فيه أن أي مشروع لطباعة القرآن الكريم ونشره يجب أن يبنى على أصل..

ولذا فإن امتلاك المشروع لأصل مخطوط خاص به، لا ينازعه فيه أحد، هو العمود الفقري للمشاريع القرآنية المتميزة، ومرتكزها الذي يميزها عن غيرها.

 

يُعد امتلاك نسخة أصلية – خطية أو رقمية – من المصحف الشريف هو الأساس لأي مشروع قرآني، فعليها يبني الوقف مشاريعه، ويؤسس أعماله، وتجعله مستغنياً عن غيره، مستقلاً بذاته.

وتتمايز مشاريع خدمة القرآن الكريم، الخاصة بالنص القرآني (مطبوعاً أو رقمياً) بحسب تميز النسخة المخطوطة التي بني عليها، وهو ما يؤثر – بشكل كبير – على مدى قبول مخرجاته، وشيوعها وانتشارها بين الناس، وهو الهدف النهائي لأي مشروع، في نهاية المطاف.

وفي مجال النص القرآني، وكتابة المصاحف، يعد خط الشيخ عثمان طه الأميز والأشهر والأفضل بلا منازع، حتى غدا هو الخط القياسي للمصاحف في العصر الحديث؛ وذلك لما يتميز به من جمال، ووضوح، ودقة، وانتشار.

ولهذا السبب تم اختياره لكتابة هذه النسخة المخطوطة النادرة، والمتميزة، والمكتملة للمصحف الشريف.

بخط عثمان طه

الخطاط/ عثمان طه يلخص منهجه
في كتابة المخطوطة وعمله فيها

“القرآن الكريم يجب أن يُكتب بأجمل الخطوط، فالآيات تكتب بخط (النسخ) الجميل بأسلوب متميز خاص بي أعطيته كل فني وعلمي وخبرتي وفكري .. فوضعت فيه اختلافات فنية معينة عن خط (النسخ) المعروف والمتبع تعتمد على فك بعض التراكيب الخطية التي كان يتبعها الخطاطون الأوائل، حتى لا تتنازع الأحرف على حركاتها، ووجد هذا الخط القبول والرضا لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم”.

قيمة عالية لا تقدر بثمن :

إن امتلاك نسخة خطية مثل هذه النسخة الفريدة، له قيمة فنية وتاريخية تزيد مع الزمن نظراً لكونها بخط الخطاط عثمان طه الذي قارب عمره 100 عام، والذي يعد خطه من أروع الخطوط عبر تاريخ المصاحف، وأكثرها تميزاً، وتفرداً، وقد كتبها وهو في أوج عطائه وقمة نشاطه .. ولو تم مقارنة هذا العمل ببعض الأعمال الفنية، لوجدنا أن بعض الأعمال تباع بملايين الدولارات برغم أنها أعمال معاصرة، ولا تقاس بكتاب الله، وهي لوحة واحدة، فقد بيعت لوحة فنية.. عام 1995 بمبلغ 34 مليون دولار!، (يتكون هذا المصحف من أكثر من 600 لوحة بمقاس 70 X 100سم).

مُمَيِّزَاتُ مَخـْطُوطَةِ المُصْحَـفِ الأَصْلِ

 

  •  تم وضع منهج كتابة هذا المصحف بشكل متكامل قبل البدء بكتابته، مع تلافي الملاحظات التي لوحظت على المصاحف السابقة، سواء بخط الخطاط عثمان طه أو غيره.

  • كتب هذا المصحف بخط النسخ وفق المنهجية التي اتخذها الخطاط عثمان طه لكتابة المصاحف، مع وضع ضوابط جديدة ودقيقة في نمط الكتابة التزم بها الخطاط في كتابة هذه النسخة، واعتمد له منهج خاص سار عليه الخطاط بدقة وصبر.

  • كتبت هذه المخطوطة وفق الطريقة الصحيحة لكتابة أصل المصحف من التجريد مما عدا النص القرآني، لتكون أصلاً صالحاً لجميع الروايات التي يتم تجهيزها، ووضع ما يتعلق بعدد الآيات وأسماء السور والتحزيبات في النسخة الرقمية.

  • كتب الأصل على ورق بحجم 100×70 سم. في كل صفحة ١٥ سطراً. 

  • وكتب بهذا الحجم ليكون أساساً صحيحاً لا يتأثر بالتصغير في طباعة النسخ المختلفة.

  • كتبت نسخة المصحف على ورق خاص وبحبر خاص لضمان عدم تأثره على مدى الأزمان.

  • تعد كل صفحة من النسخة تحفة فنية رائعة. 

  • كما خضعت لعشرات المراجعات والتدقيقات، سواء للنسخة الخطية، أو النسخة الرقمية.

منهج الكتابة

  • تم الالتزام بألا تكون علامة رأس الآية في أول السطر، بل آخره أو وسطه؛ حتى لا يتوهم أن الرقم للآية التي بعد العلامة.


  • تم إعطاء الكلمات مزيداً من راحتها، ووضعت مسافات معقولة بين الكلمات، حيث اعتني بالمباعدة بين الكلمتين اللتين يمكن أن تقرءا كلمة واحدة.


  • اعتبار (لا) و(ما) و(لم) جزءاً من الكلمة التي بعدها بحيث يكونان في سطر واحد.

  • تبيين مواضع الضبط في الحروف المتقاربة، بحيث يباعد بين الحرفين، وتوضع حركة كل حرف فوقه أو تحته بحسب موضع الحركة.

 كتب حسب منهجية مبتكرة، ومن ذلك:

  •  توحيد كتابة الحرف أينما ورد.

  •  وأن تكون حركة كل حرف فوقه أو تحته مباشرة بحسب موضع الحركة.

  •  وعدم تراكب الأحرف فوق بعضها.

نُسْخَةُ الأصْلِ الرَّقْمِيَّةِ

بعد اكتمال المصحف وفق المنهج المرسوم، بدأت مرحلة الأعمال الفنية، حيث تم سحب الأصول بحجمها الطبيعي من خلال أجهزة مسح ضوئي مخصصة لهذا الغرض، لتبدأ عملية معالجة الصفحات وتدقيقها فنياً على الحاسب الآلي، وتخليصها من الشوائب، وإعداد النسخة رقمياً، بحيث تكون قابلة للتحكم في حجم الخط تكبيراً وتصغيراً وتلويناً لكل حرف أو نقطة أو حركة، دون أن يفقد الخط أياً من خصائصه الفنية أو دقته العالية، والذي يُمكن من إعادة إخراج المصحف بأي هيئة مطلوبة، سواء كمصحف بمواصفات مختلفة، أو كنص مرفق مع التفاسير والترجمات. 

وهي نسخة رقمية تمكن من طباعة المصحف رقمياً مباشرة من الحاسب، دون المرور بالمراحل التقليدية للطباعة التي قد تسبب السقط أو الأخطاء الطباعية، وهي ميزة كبرى تفتقدها أكثر المصاحف الأخرى، كما أنها مجهزة بتقنية (الفيكتور) التي لا تتأثر تكبيراً أو تصغيراً، كما أنها مجهزة للنشر والبرمجة والاستشهاد.

وفي هذه المرحلة أيضاً تم إعداد وتجهيز الزخارف الخاصة بالمصحف، وقد تم تجهزها رقمياً أيضا بحيث لا تتأثر ولا تفقد دقتها ووضوحها خلال عمليات التصغير والتكبير، كما تم وضع علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع، والسجدات … بتصاميم فنية خاصة، وكتابة أسماء السور، والأجزاء على كل صفحة.

مزايا إضافية للنسخة الرقمية

  • تم الاعتناء بالسحب الضوئي لأصول المصحف الخطية على أحدث وأدق الأجهزة.

  • تم القيام بالمعالجات الحاسوبية للنسخة الرقمية على يد أمهر المصممين والخطاطين، وتحويل النسخة الخطية إلى نسخة رقمية، تتيح التحكم التام بكل حرف ونقطة وحركة.

  • تمت العناية بالزخارف الإبداعية والمتقنة بيد خبراء الزخرفة والإخراج المتخصصين.

  • كما تمت كتابة أسماء السور والأجزاء والأحزاب والأرقام بخط الخطاط نفسه، وتجهيزها رقمياً لتستخدم في جميع الإصدارات المختلفة.

  • حفظ النسخ الرقمية من المصحف بصيغة (AI) حيث يمكن تكبير الأصل عشرات الأضعاف دون تأثر الخط. (يمكن طباعته بمقاس 5م× 7م).

  • المراجعات الدائمة لكل مرحلة من مراحل السحب والحوسبة والمعالجة والتحسين.

  • العناية بالوقوف وفق المعاني الصحيحة، بدراسات مستفيضة استغرقت عامين من البحث والتقصي، والاطلاع على أصول هذا العلم، وكتب التفاسير الصحيحة.

  • استغرقت هذه الأعمال في النسخة الرقمية أكثر من ٨ سنوات.

صفحات من المصحف